الحرافيش في حضرموت بقلم زكي احمد عيديد

الحرافيش في حضرموت بقلم / زكي احمد عيديد
لقد نزح إلى حضرموت من تهامة م/الحديدة شريحة من شرائح المجتمع اليمني تدعى الحرافيش((الخدام)) مصنّفة اجتماعيا أنها فئة بائسة مهمشة بل هي مواطن من الدرجة الثالثة او الرابعة حيث لا مواطنة متساوية في اليمن، تعيش تحت خط الفقر فلا مدرسة تحويها ولا ملجأ يؤويها تفترش الشوارع تاركة بعض المخلفات والقاذورات في أماكن تواجدها مما يترتب على ذلك ظواهر اجتماعية وصحية وسلوكية سيئة فرت من موطنها الرئيس في أقصى اليمن علها تجد ملاذا آمنا ،فاستقر بها المقام في ربوع حضرموت ولكن نحن معشر الحضارمة لا نرضى بالمهانة لهذا الصنف من البشر وهو إنسان كرمه الله من فوق سبع سموات لأنها تحكمنا أخلاقنا العالية وثقافتنا الراقية المستمدة والمستلهمة من شريعتنا الإسلامية الغرّاء غزونا المشرقين الآسيوي والإفريقي بهذه المنظومة الأخلاقية لما لها من مزايا طيّبة فريدة يعرفها القاصي والداني ولما فيها من الصدق والأمانة وحسن المعاملة فتأثر بها العجم ،فدخلوا في دين الله أفواجا انها تاج لامع على جبين كل حضرمي وهانحن اليوم أمام اختبار صعب مع هذه الشريحة من الحرافيش الذين لا يملكون سوى الإفلاس الخلقي والاجتماعي والثقافي يعيشون في أوساط المدن بين أزقتها وشوارعها ويتكاثرون بشكل مذهل كالجراد وكأنهم من كل حدب ينسلون لا تحكمهم قيود اجتماعية بل هم دائما يعيشون بين إباحية مطلقة وأتكالية مفرطة المشكلة أنها بدأت تتسع رقعتهم جغرافيا وديمغرافيا على حين غرة بعض عاداتهم وتقاليدهم لا تمت إلى الدين بصلة اخبرني بعض الناس الذين يسكنون بجوار مخيمهم بأنهم لم يروا على مدار سنوات مراسيم فرح أو حزن- زواج أو وفاة – في مخيماتهم إذن كيف يقيموا أفراحهم أو يواروا موتاهم ؟انه سؤال يطرح نفسه ولكنه لم نجد له جوابا ،ومع ذلك فأنهم يتكاثرون بمتوالية هندسية وهذا ما يخيفنا مستقبلا بان يكون لهم كيان يفرض نفسه بقوة مع الاستيطان بفعل الانصهار الثقافي والاجتماعي دون أن تعالج هذه الظاهرة بأسلوب علمي سليم وبمقاييس تراعي حساب التسلسل المنطقي وتراعي كرامة هذا الإنسان المنبوذ في المجتمع علاوة على ذلك إن طريقتهم في الكسب أصبحت نذير شؤم فهم يمارسون التسول بكل فئاتهم العمرية على أقبح صورة فهم يأكلون أشهى أطباق الأطعمة ويكسبون في أسبوع إضعاف ما تكسبه في شهر،والمستغرب إنهم يحصلون على ذلك بكل يسر.
لذلك يمكن القول بأنه بات على الدولة والشريحة الواعية في المجتمع من الحكماء والعلماء ورجال الأعمال من الحضارمة أن يسلكوا طريقة أجدادهم في البحث عن آلية لاستئصال هذه العادات السيئة من هذه الشريحة في المجتمع وحثهم على العمل والكسب الحلال وعدم تشجيعهم على التسول وإغلاق الطرق والمنافذ التي تؤدي إلى ذلك وغرس حب العمل والصدق والأمانة فيهم حتى تصل تلك المنظومة الأخلاقية إلى قرار نفوسهم فأجدادنا غرسوا تلك الفضائل في من هم أسوأ منهم قلبا وقالبا حتى نجحوا في تحقيق الهدف الأسمى لهذا الدين وان تركنا الحبل على الغارب فسترى قريبا عواقب هذا الاستيطان الوخيمة مخيمة بسحبها الدكناء على المجتمع وبهذا يستفحل الأمر ويموت مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الأمة وحينها عليك أن تنتظر عقاب جبار السموات والارض وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم.