صحيفة: الاتفاق السعودي الحوثي يشكّل تحديًا لإسرائيل في مواجهة الحوثيين

قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إن الاتفاق بين السعودية وجماعة الحوثي، الذي تم التوصل إليه بوساطة الأمم المتحدة وبدعم أمريكي قوي، يمثل معضلة جديدة لإسرائيل في سياق مواجهتها مع الحوثيين.
وأوضحت الصحيفة في تحليل نشرته أمس أن الحوثيين، الذين يسيطرون على نحو 35 % من الأراضي اليمنية و60 % من السكان، يستفيدون من تعقيدات الوضع السياسي والعسكري في اليمن. وأشارت إلى أن الاختلاف في الأهداف الاستراتيجية بين الرياض وأبو ظبي، والصراعات داخل الجيش اليمني، وضعف الحكومة اليمنية، كلها عوامل تصب في مصلحة الحوثيين.
وأفاد التحليل بأن السعودية والإمارات ومصر لم تشارك في التحالف العسكري الذي كانت إسرائيل وحلفاؤها يأملون أن يُسهم في إنهاء حكم الحوثيين، خوفًا من الهجمات الانتقامية. كما تناول مساعي الحوثيين المستمرة لتوسيع سيطرتهم في اليمن، بما في ذلك محاولات الاستيلاء على مناطق استراتيجية مثل تعز ومأرب.
وأشارت “هآرتس” إلى أن السعودية، من خلال المساعدات المالية المقدمة للحكومة اليمنية، تساهم بشكل غير مباشر في تمويل إدارة الحوثيين، حيث تُستخدم بعض هذه الأموال لدفع رواتب الموظفين في المناطق التي يسيطرون عليها.
كما أبرزت الصحيفة تباين الأهداف بين السعودية والإمارات، حيث تسعى الرياض إلى يمن موحّد، بينما تفضل أبو ظبي إعادة دولة الجنوب.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحوثيين استفادوا استراتيجيًا من مشاركتهم في مبادرة “وحدة الجبهات”، التي منحتهم القدرة على تهديد الملاحة في البحر الأحمر، مما يشكل خطرًا إضافيًا على المصالح الإقليمية والدولية.
واختتمت “هآرتس” تحليلها بالإشارة إلى أن التحديات الداخلية والخارجية التي يواجهها اليمن تُلقي بظلال من الشك على نجاح الاتفاق بين الحوثيين والسعودية، لا سيما في ظل استمرار الصراعات والتباينات بين الأطراف المختلفة.